"جدّي ما بيعرف الدولار وأنا ما بعرف الليرة".. العملة التي قسّمت العائلة
اخبار سعر صرف الدولار في لبنان
في بلدٍ يعاني منذ سنوات من تدهور اقتصادي، لم تعد الليرة اللبنانية تُشبه نفسها. من عملةٍ كانت رمزًا للسيادة والثقة، إلى ورقةٍ بالكاد تُستخدم لشراء حاجة يومية. وبينما كانت فئة الـ100 ليرة في زمن الأجداد تُساوي الكثير، أصبحت اليوم لا تُطبع أصلًا. وها هي الدولة تتجه إلى إصدار أوراق نقدية من فئة الـ500 ألف ومليون ليرة، في اعتراف غير مباشر بأن قيمة العملة الوطنية تآكلت حتى النخاع.
هنا يقول أبو فؤاد:" أنا بعدني مصرّ إنو لبنان بيرجع"، ليرد رامي:" وأنا بحب لبنان، بس بدي عيش انا وولادي بكرامة".
في خضمّ الأزمة، لا يحتاج لبنان إلى إصلاحات اقتصادية فقط، بل إلى جسر يربط الحنين بالواقع، والخبرة بالحاجة، والحلم بالحقيقة. ولعلّ أهم ما في هذه الفجوة بين الجدّ والحفيد، أنها تكشف وجعًا مشتركًا، يعيشه كل بيت لبناني، مهما اختلفت الأرقام أو اللهجات أو النظرة إلى المستقبل.
الجدّ الذي عاش عزّ الليرة ولم يكن يعرف الدولار، والحفيد الذي لا يعرف إلّا الدولار ولا يثق بالليرة... كلاهما ضحية بلد خذل مواطنيه على مرّ الأجيال. في عيني أبو فؤاد، بريق حنين إلى وطن "كان"، وفي نظرة رامي توجّس من وطن "قد لا يكون". أحدهما يحمل ذاكرة المجد، والآخر يحمل وجع المستقبل. لكنّ بين اليدين المتشابكتين، رغم اختلاف العمر واللغة، نبضٌ واحد: لا نريد أن نخسر لبنان.